العالم الإسلامي

 

 

وفاة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي،

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خسارة لاتُعَوَّضُ

 

 

         

كان سمو الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية توجّه إلى «جنيف» عاصمة «سويسرا» في 26/مايو 2012م (السبت: 4/رجب 1433هـ بالتقويم الهندي) لإجراء فحوصات طبية مُجَدْوَلَة وكانت هذه رحلته العلاجية الثانية إلى «سويسرا» وكان يتلقى العلاج إذ وافاه الأجل المحتوم يوم السبت: 16/يونيو 2012م الموافق 26/رجب 1433هـ (بالتقويم السعودي) فإنّا لله وإنا إليه راجعون.

     وقد نُقِلَ جثمانه بالطائرة السعودية إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة، حيث أقيمت عليه الصلاة في الحرم المكي في اللّيلة المتخللة بين الأحد والإثنين: 27-28/رجب 1433هـ الموافق 17-18/يونيو 2012م إثر صلاة المغرب مباشرةً، وحضر الصلاة عليه بجانب جموع المصلين في المسجد الحرام خادمُ الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز/ حفظه الله وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، وقادة الدول الإسلامية وكثير من رجال العلم والدعوة والثقافة والصحافة في السعودية ومن خارجها، وتم تورية جثمانه بمقبرة العدل بمكة المكرمة.

     رحمه الله، وتغمّده بواسع رحمته وغفرانه، وأدخله فسيح جنانه، وألهم جميع أعضاء الأسرة المالكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود/ حفظه الله والشعب السعودي الصبر والسلوان.

     وكان الفقيد من كبار رجال القيادة والسياسة والإدارة في السعودية، وكان يُعَدُّ رجلاً حديديًّا بالنسبة إلى البطش بالبغاة والشاقين لعصا الطاعة والخارجين على القانون والنظام، وقد تعرّض في سبيل ذلك لمحاولات الاغتيال التي أنجاه الله منها، وكان يتمتع بالشجاعة والحزم وإصابة الرأي، من ثم شغل منصب وزير الداخلية منذ شبابه إلى وفاته، والوزارةُ تُعْتَبَرُ أهم الوزارات التي تدور عليها رحى البلاد ولا سيما بالنسبة إلى استتباب الأمن والسلام والمناخ الملائم للمواطنين.

     وكان الابن الثالث والعشرين من أبناء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من زوجته الأميرة حصّة بنت أحمد السديري. وكان قد وُلِدَ بمدينة الطائف عام 1353هـ/1934م.

     وفيما يلي موجز ترجمة لحياته رحمه الله تعالى، نثبتها لتعميم الفائدة، داعين المولى عزّ وتبارك أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وغفرانه ويدخله فسيح جناته، وأن يقدر من يسدّ مسدّه عن جدارة وأهلية، وأن يحرس المملكة من شرّ الحاسدين حتى تظل قائدة عن حقّ للبلاد الإسلامية والدول العربية الشقيقة، التي تتعرض اليوم لمؤامرات الأعداء وعلى رأسها أمريكا ودول الغرب الصليبية، ودولة إسرائيل الصهيونية بشكل أشدّ وأخطر من ذي قبل، ولاسيّما منذ ما بعد 9/سبتمبر 2001م الذي جاءت أحداثُه مُبَرْمَجَةً مُخَطَّطَةً من قبل الصهاينة الذين يديرون اليوم الغربَ كلّه بما فيه أمريكا ويقودونهم إلى الانقضاض على العالم الإسلامي ولاسيما البلاد العربية التي هي أصلاً تراث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورأس مال الإسلام وليست الحرب المدارة اليوم من قبل أمريكا باسم «الحرب على الإرهاب» إلاّ الحرب الصليبية الصهيونية على الإسلام وأبنائه وبلاده. وقد كانت إقامة دولة الصهاينة في قلب العالم العربي «فلسطين» النقطةَ التي انطلقوا منها إلى شنّ حرب صليبية صهيونية شاملة ضدّ الإسلام وأهله.

     والمملكةُ وفقها الله، وشَدَّ أزرها وسَدَّدَ خطاها وأخذ بنواصي قائديها دائماً إلى الصراط المستقيم بمكانتها الكبيرة المرموقة التي تحتلها لكونها مهدالعروبة والإسلام، ومولد ومبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وآخر مكان تمَّ فيه آخرُ اتصال للسماء بالأرض هي خير من يدرك المؤامرة، ويقود المعركة ضد الأعداء من جميع الألوان، ويقود العالم الإسلامي الذي دائماً يتطلع إليها لدى كل ملمة تلم به. وفق الله القائمين عليها وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز: الرجل القوي الأمين الحكيم، لكل خير، وأبقاهم ذخرًا للإسلام والمسلمين.

سمو الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله

     ولد الأمير نايف عام 1353هـ/1934م بمدينة الطائف، ودرس في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم في المدرسة على يد الأستاذ أحمد العربي وهو من أبناء مكة المكرمة ثم على يد الشيخ عبد الله خياط.

     تدرج في عدة مناصب تولاها منذ عهد والده الملك عبد العزيز؛ ففي 17/جمادى الثانية 1371هـ عُيِّن وكيلاً لمنطقة الرياض. وفي 3/ربيع الثاني 1372هـ عُيِّن أميرًا لمنطقة الرياض. وعُيِّن نائباً لوزير الداخلية. وذلك في تاريخ 29/ربيع الأول 1390هـ وفي 17/رمضان 1394هـ عُيِّن بنفس المنصب بمرتبة وزير.

     في 17/ربيع الأول 1395هـ صدر مرسوم بتعيينه وزير دولة للشؤون الداخلية. وبتاريخ 8/شوال 1395هـ صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرًا للداخلية.

     في 30/ربيع الأول 1430هـ الموافق 27/مارس 2009م أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًّا بتعيينه نائباً ثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية.

     في 29/ذوالقعدة 1432هـ الموافق 27/أكتوبر 2011م في وقت متأخر من هذا اليوم أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًّا بتعيينه وليًّا للعهد بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز.

أعماله في مكافحة الإرهاب

     في تشرين الثاني 2001م قال الأمير نايف: «من المستحيل أن يقوم شباب في التاسعة عشر بتنفيذ عملية الحادي عشر من سبتمبر، أو أن يفعلها بن لادن والقاعدة بمفردهم، أعتقد أن الصهاينة مسؤولون عن هذه الأحداث» اقترح فيما يعد أن يتم أخذ بصمات الأمريكيين الزائرين للمملكة مثلما يتم للزائريين عند دخول الولايات المتحدة.

     قام بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية، وكلف نجله الأمير محمد بن نايف ببرنامج «المناصحة» لتأهيل من يوصفون بـ«المتطرفين» العائدين من «غوانتانامو» أو العراق. ينقسم إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يعني برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع. وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي. وذلك عام 2007 حيث ثمن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميمها عالمياً والاستفادة منها.

محاولة اعتياله

     في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة يوم السبت 6/أغسطس 2011 تعرض الأمير نايف لمحاولة اغتيال نفذها أحد عناصر القاعدة، خضر الزهراني، سعودي الجنسية، قادماً من اليمن، حيث تعرض لإطلاق نار أثناء مرور موكبه بشارع المالكي بجدة بعد أن قام الزهراني بإطلاق النار على نقطة تفتيش في شارع عبدالرحمن المالكي، نجا الأمير وقتل منفذ عملية الاغتيال على الفور في تبادل لإطلاق النار.

المرأة

     في مارس 2009 نشر قوله: إن بلاده لا تحتاج إلى تمثيل للمرأة في مجلس الشورى المعين من قبل الملك، وأن السعودية لاتحتاج إلى إجراء انتخابات؛ لأن التعيين يختار الأفضل دائمًا، وإنه لو كانت العضوية بمجلس الشورى بالانتخاب لما كان الأعضاء على مستوى من الكفاءة، كما عرف عنه دفاعه عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

     رغم أنه يوصف بالمحافظ، إلا أنه بادر من خلال وزارته ببعض الخطوات التحديثية في المجتمع السعودي، مثل إقرار بطاقات الهوية للنساء بعد أن كنّ لسنوات طويلة ملحقات في دفاتر العائلة بالرجال.

     كما اعتبر قرار موافقة إشراك المرأة السعودية بمجلس الشورى السعودي والمجالس البلدية سنة 2011 قرارًا ذاتيًّا منه وليس استجابة لضغط خارجي.

وفاته

     توفي يوم السبت 26/رجب 1433هـ الموافق 16/يونيو 2012م عن عمر يناهز 79 عاماً، وتوفي خارج المملكة، في مدينة «جنيف» السويسرية؛ حيث كان يقضي إجازة تخللتها فحوصات مُجَدْوَلَة.

من المهام التي تولاها

·       الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية.

·       الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.

·       الرئيس الفخري لجمعية العلوم والاتصال في جامعة الملك سعود في الرياض.

·       الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين.

·       الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال.

·       رئيس لجنة الحج العليا.

·       رئيس اللجنة العليا للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث سيول جدة.

·       رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

·       رئيس المجلس الأعلى للإعلام.

·       رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي.

·       رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني.

·       رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

·       رئيس مجلس القوى العاملة.

·       رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية.

·  رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.

·       رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة.

·       نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.

·       عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

·       عضو في هيئة البيعة.

أوسمة

     تقلد الأمير نايف العديد من الأوسمة والشهادات ومن بينها:

     وشاح السحاب من جمهورية الصين عام 1397هـ/1977م.

     وسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا عام 1397هـ/1977م.

     وسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا عام 1397هـ/1977م.

     وسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية عام 1397هـ/1977م.

     الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة (شنغ تشن) في الصين الوطنية في 17/8/1399هـ/ 1979م.

     وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام في المملكة العربية السعودية.

     وسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية عام 1400هـ/1980م.

     الدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية.

     درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام 1430هـ/2009م. وذلك في ختام الدورة الـ26 لمجلس وزراء الداخلية العرب في بيروت.

     درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية.

     وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية 1430هـ/2009م.

     الدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط في جمهورية السودان(1).

أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود:

     تركي الأول (1900-1919)، سعود (1902-1969)، فيصل (1906-1975)، محمد (1910-1988)، خالد (1913-1982)، ناصر (1913-1984)، سعد (1915-1993)، منصور (1918-1951)، فهد (1920-2005)، بندر (1923)، مساعد (1923)، عبد الله (1924)، عبد المحسن (1925-1985)، مشعل (1926)، سلطان (1931-2011)، عبد الرحمن (1931)، متعب (1931)، طلال (1931)، مشاري (1932-2000)، بدر (1932)، تركي الثاني (1932)، نواف (1933)، نايف (1934-2012)، فواز (1934-2008)، سلمان (1935)، ماجد (1938-2003)، ثامر (1938-1958)، ممدوح (1939)، عبد الإله (1939)، سطام (1941)، أحمد (1941)، هذلول (1941)، عبد المجيد (1942-2007)، مشهور (1942)، مقرن (1945)، حمود (1947-1994).

*  *  *

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رمضان - شوال 1433هـ = يوليو - سبتمبر 2012م ، العدد : 9-10 ، السنة : 36

 



(1)        سيرة الأمير نايف موقع جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.

           العاهل السعودي يعين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد موقع العربية نت الإخباري.

Arab Press Says jews Perpetrated 9/11 Attacks – August 30, 2006 – The New York Sun. Nysun.com. Retrieved on 2011-10-13 .